2025-09-24 05:39:19
منذ ظهور نادي بيراميدز على الساحة الرياضية المصرية، أثارت استراتيجياته التسويقية والإعلامية جدلاً واسعاً حول مفهوم المبادئ والانتماء في عالم كرة القدم. الفريق الذي يملكه رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ، لم يكتفِ ببناء فريق قوي من الناحية الرياضية، بل انطلق في مشروع إعلامي طموح يتحدى التقاليد الراسخة في الوسط الرياضي المصري.
أثار إعلان النادي الداعي إلى “تغيير المبادئ” لصالح تشجيع بيراميدز استهجاناً كبيراً، لكنه كان مجرد بداية لتحول أعمق. فالقناة الرياضية التابعة للنادي استمرت في تعزيز وجودها عبر التعاقد مع شخصيات إعلامية ورياضية كانت في السابق من أبرز المنتقدين للمشروع.
ياسر أيوب، الإعلامي الذي كان من أشد المنتقدين للإنفاق المفرط للنادي والتهديد الذي يمثله للأندية المصرية، أصبح فجأة المشرف الإعلامي للقناة. هذه التحولات المفاجئة أثارت سخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شبهها البعض بفيلم “مرجان أحمد مرجان” الذي يتناول تغيير المواقف مقابل المال.
ولم يكن أيوب الحالة الوحيدة. إبراهيم فايق، المذيع السابق في قناة “دي إم سي سبورت” الذي اتهم سيرجيو راموس بتلقي رشوة لإصابة محمد صلاح، ظهر فجأة على شاشة بيراميدز. كما انضم إلى القناة خالد طلعت، الذي كان من أبرز المنتقدين لتركي آل الشيخ وطريقة تعامل نادي بيراميدز.
لكن التغير لم يكن في اتجاه واحد. فالمنتج محمد العدل، الذي غير شخصية الكاتب إبراهيم عيسى في مسلسل “أرض النفاق” للحصول على موافقة قناة سعودية، هاجم الآن ما وصفه “بيع المبادئ” في قصيدة مستلهمة من فيلم مرجان أحمد مرجان.
هذه التحولات السريعة في المواقف تطرح أسئلة عميقة حول طبيعة الوسط الرياضي والإعلامي المصري، وتأثير القوة المالية في تغيير التحالفات والمواقف. يبدو أن رسالة تركي آل الشيخ واضحة: في عالم كرة القدم الحديث، يمكن للمال أن يغير حتى أكثر المبادئ رسوخاً.
وفي خضم هذه التحولات، يبقى السؤال: هل نحن إزاء تغير حقيقي في المبادئ، أم مجرد تكيف مع واقع جديد تفرضه تحولات الاقتصاد الرياضي في المنطقة؟
